فصل: قال الفخر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ}.
اعلم أنه تعالى لما أو رد أنواع الدلائل في إثبات التوحيد والنبوّة. وكان أهل مكة بسبب استغراقهم في لذات الدنيا واشتغالهم بطلبها أعرضوا عنها. ولم يلتفتوا إليها. و لهذا السبب قال تعالى في حقهم {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الذين كَفَرُواْ عَلَى النار أَذْهَبْتُمْ طيباتكم في حياتكم الدنيا} فلما كان الأمر كذلك بين أن قوم عاد كانوا أكثر أموالًا وقوة وجاهًا منهم. ثم إن الله تعالى سلّط العذاب عليهم بسبب شؤم كفرهم فذكر هذه القصة هاهنا ليعتبر بها أهل مكة. فيتركوا الاغترار بما وجدوه من الدنيا ويقبلوا على طلب الدين. فلهذا المعنى ذكر الله تعالى هذه القصة في هذا الموضع. وهو مناسب لما تقدم لأن من أراد تقبيح طريقة عند قوم كان الطريق فيه ضرب الأمثال. وتقديره أن من واظب على تلك الطريقة نزل به من البلاء كذا وكذا. وقوله تعالى: {واذكر أَخَا عَادٍ} أي واذكر يا محمد لقومك أهل مكة هودا عليه السلام {إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ} أي حذرهم عذاب الله إن لم يؤمنوا. وقوله: {بالأحقاف} قال أبو عبيدة الحقف الرمل المعوج. ومنه قيل للمعوج محقوف وقال الفراء الأحقاف واحدها حقف وهو الكثيب المكسر غير العظيم وفيه اعوجاج. قال ابن عباس الأحقاف وادٍ بين عمان ومهرة والنذر جمع نذير بمعنى المنذر {مِن بَيْنِ يَدَيْهِ} من قبله {وَمِنْ خَلْفِهِ} من بعده والمعنى أن هودا عليه السلام قد أنذرهم وقال لهم أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم العذاب.
واعلم أن الرسل الذين بعثوا قبله والذين سيبعثون بعده كلهم منذرون نحو إنذاره.
ثم حكى تعالى عن الكفار أنهم قالوا {أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا} الإفك الصرف. يقال أفكه عن رأيه أي صرفه. وقيل بل المراد لتزيلنا بضرب من الكذب {عَنْ ءالِهَتِنَا} وعن عبادتها {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا} معاجلة العذاب على الشرك {إِن كُنتَ مِنَ الصادقين} في وعدك. فعند هذا قال هود {إِنَّمَا العلم عِندَ الله} وإنما صلح هذا الكلام جوابًا لقولهم {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا} لأن قولهم {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا} استعجال منهم لذلك العذاب فقال لهم هود لا علم عندي بالوقت الذي يحصل فيه ذلك العذاب. إنما علم ذلك عند الله تعالى: {وَأُبَلّغُكُمْ مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ} وهو التحذير عن العذاب. وأما العلم بوقته فما أوحاه الله إليّ {ولكنى أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ} وهذا يحتمل وجوهًا الأول: المراد أنكم لا تعلمون أن الرسل لم يبعثوا سائلين عن غير ما أذن لهم فيه وإنما بعثوا مبلغين الثاني: أراكم قومًا تجهلون من حيث إنكم بقيتم مصرين على كفركم وجهلكم فيغلب على ظني أنه قرب الوقت الذي ينزل عليكم العذاب بسبب هذ الجهل المفرط والوقاحة التامة الثالث: {إِنّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ} حيث تصرون على طلب العذاب وهب أنه لم يظهر لكم كوني صادقًا. ولكن لم يظهر أيضًا لكم كوني كاذبًا فالإقدام على الطلب الشديد لهذا العذاب جهل عظيم. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {واذكر أَخَا عَادٍ}.
هوهود بن عبد الله بن رباح عليه السلام. كان أخاهم في النسب لا في الدِّين.
{إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بالأحقاف} أي اذكر لهؤلاء المشركين قصة عادٍ ليعتبروا بها.
وقيل: أمره بأن يتذكر في نفسه قصة هود ليقتدي به. ويهون عليه تكذيب قومه له.
والأحقاف: ديار عاد.
وهي الرمال العظام؛ في قول الخليل وغيره.
وكانوا قهروا أهل الأرض بفضل قوّتهم.
والأحقاف جمع حِقف. وهو ما استطال من الرمل العظيم واعوج ولم يبلغ أن يكون جبلًا. والجمع حِقاف وأحقاف (وحقوف).
واحقوقف الرمل والهلال أي اعوج.
وقيل: الحِقف جمع حِقاف.
والأحقاف جمع الجمع.
ويقال: حِقْفٌ أحقف.
قال الأعشى:
بات إلى أرطاة حِقف أحْقَفَا

أي رمل مستطيل مشرف.
والفعل منه احقوقف.
قال العجاج:
طيّ الليالي زُلَفًا فزلفا ** سَمَاوَةَ الهلال حتى احقوقفا

أي انحنى واستدار.
وقال امرؤ القيس:
كحِقف النقا يمشي الوليدَانِ فوقه ** بما احتسبا من لِين مَسٍّ وتَسْهَالِ

وفيما أريد بالأحقاف هاهنا مختلف فيه.
فقال ابن زيد: هي رمال مشرفة مستطيلة كهيئة الجبال. ولم تبلغ أن تكون جبالًا؛ وشاهده ما ذكرناه.
وقال قتادة: هي جبال مشرفة بالشِّحْر. والشِّحْرُ قريب من عدن؛ يقال: شِحْرُ عُمَان وشَحْرُ عمان. وهو ساحل البحر بين عُمان وعدن.
وعنه أيضًا: ذكر لنا أن عادًا كانوا أحياء باليمن. أهل رمل مشرفين على البحر بأرض يقال لها: الشّحْر.
وقال مجاهد: هي أرض من حِسْمَى تسمى بالأحقاف.
وحِسْمَى (بكسر الحاء) اسم أرض بالبادية فيها جبال شواهق ملس الجوانب لا يكاد القتام يفارقها.
قال النابغة:
فأصبحَ عاقِلًا بجبال حِسْمى ** دُقاقَ التُّرْب مُحْتَزِمَ القَتامِ

قاله الجوهري.
وقال ابن عباس والضحاك: الأحقاف جبل بالشام.
وعن ابن عباس أيضًا: وادٍ بين عُمان ومهرة.
وقال مقاتل: كانت منازل عاد باليمن في حضرموت بواد يقال له مهرة. وإليه تنسب الإبل المَهْرِيّة؛ فيقال: إبل مَهْرِيّة ومَهارِي.
وكانوا أهل عَمَد سيّارة في الربيع فإذا هاج العود رجعوا إلى منازلهم؛ وكانوا من قبيلة إرم.
وقال الكلبي: أحقاف الجبل ما نضب عنه الماء زمان الغرق. كان يَنْضُب الماء من الأرض ويبقى أثره.
وروى الطُّفيل عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: خيرُ وادِيَيْن في الناس وادٍ بمكة ووادٍ نزل به آدم بأرض الهند.
وشر وادِيَيْن في الناس وادٍ بالأحقاف ووادٍ بحضرمَوْت يدعى بَرَهوت تلقى فيه أرواح الكفار.
وخير بئر في الناس بئر زمزم.
وشر بئر في الناس بئر بَرَهوت. وهو في ذلك الوادي الذي بحضرموت.
{وَقَدْ خَلَتِ النذر} أي مضت الرسل.
{مِن بَيْنِ يَدَيْهِ} أي من قبل هود.
{وَمِنْ خَلْفِهِ} أي ومن بعده؛ قاله الفرّاء.
وفي قراءة ابن مسعود {من بين يديه ومن بعده}.
{أَلاَّ تعبدوا إِلاَّ الله} هذا من قول المرسِل. فهو كلام معترض.
ثم قال هود: {إني أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} وقيل: {أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ} من كلام هود. والله أعلم.
قوله تعالى: {قالوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ الِهَتِنَا}.
فيه وجهان: أحدهما لتزيلنا عن عبادتها بالإفك.
الثاني لتصرفنا عن الِهتنا بالمنع؛ قاله الضحاك.
قال عُرْوة بن أُذَيْنة:
إن تك عن أحسن الصنيعة مأ ** فُوكًا ففي آخرين قد أفِكوا

يقول: إن لم توفَّق للإحسان فأنت في قوم قد صرفوا.
{فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا} هذا يدل على أن الوعد قد يوضع موضع الوعيد.
{إِن كُنتَ مِنَ الصادقين} أنك نبيّ {قال إِنَّمَا العلم} بوقت مجيء العذاب.
{عِندَ الله} لا عندي {وَأُبَلِّغُكُمْ مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ} عن ربكم.
{ولكني أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ} في سؤالكم استعجال العذاب. اهـ.

.قال الألوسي:

{وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ}.
هذا ولما كان أهل مكة مستغرقين في لذات الدنيا معرضين عن الآيمان وما جاء بهم الرسول صلى الله عليه وسلم ناسب تذكيرهم بما جرى للعرب الأولى ممن كانوا أكثر أموالًا وأشد قوة وأعظم جاهًا منهم فسلط عليهم العذاب بسبب كفرهم وبضرب الأمثال وقصص من تقدم يعرف قبح الشيء وحسنه فقال سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم:
{واذكر} لكفار مكة {أَخَا عَادٍ} هودا عليه السلام {إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ} بدل اشتمال منه أي وقت إنذاره إياهم {بالاحقاف} جمع حقف رمل مستطيل فيه اعوجاج وانحناء ويقال احقوقف الشيء اعوج وكانوا بدويين أصحاب خباء وعمد يسكنون بين رمال مشرفين على البحر بأرض يقال لها السحر من بلاد اليمن قاله ابن زيد. وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما بين عمان ومهرة. وفي رواية أخرى عنه الأحقاف جبل بالشام. وقال ابن إسحاق: مساكنهم من عمان إلى حضرموت؛ وقال ابن عطية الصحيح أن بلاد عاد كانت باليمن و لهم كانت ارم ذات العماد وسيأتي إن شاء الله تعالى الكلام في إرم وبيان الحق فيها.
{وَقَدْ خَلَتِ النذر} أي الرسل كما هو المشهور. وقيل من يعمهم والنواب عنهم جمع نذير بمعنى منذر.
وجوز كون {النذر} جمع نذير بمعنى الإنذار فيكون مصدرًا وجمع لأنه يختلف باختلاف المنذر به.
وتعقب بأن جمعه على خلاف القياس ولا حاجة تدعوإليه {مِن بَيْنِ يَدَيْهِ} أي من قبله عليه السلام {وَمِنْ خَلْفِهِ} أي من بعده وقرئ به ولولا ذلك لجاز العكس. والظاهر أن المراد النذر المتقدمون عليه والمتأخرون عنه.
وعن ابن عباس يعني الرسل الذين بعثوا قبله والذين بعثوا في زمانه. فمعنى {مِنْ خَلْفِهِ} من بعد إنذاره. وعطف {مِنْ خَلْفِهِ} أي من بعده على ما قبله إما من باب:
علفتها تبنًا وماءً باردًا

وفيه أقوال فقيل عامل الثاني مقدر أي وسقيتها ماء ويقال في الآية أي خلت النذر من بين يديه وتأتي من خلفه؛ وقيل إنه مشاكلة. وقيل: إنه من قبيل الاستعارة بالكناية. وإما لإدخال الاتي في سلك الماضي قطعًا بالوقوع وفيه شائبة الجمع بين الحقيقة والمجاز. وجوز أن يقال: المضي باعتبار الثبوت في علم الله تعالى أي وقد خلت النذر في علم الله تعالى يعني ثبت في علمه سبحانه خلوالماضين منهم والاتين. والجملة إما حال من فاعل {أُنذِرَ} أي إذ أنذر معلمًا إياهم بخلوالنذر أو مفعوله أي وهم عالمون بإعلامه إياهم. وهو قريب من أسلوب قوله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بالله وَكُنتُمْ أمواتا} [البقرة: 28] الآية. ويجوز أن يكون المعنى أنذرهم على فترة من الرسل. وهي حال أيضًا على تفسير ابن عباس. وعلم القوم يجوز أن يكون من إعلامه ومن مشاهدتهم أحوال من كانوا في زمانه وسماعهم أحوال من قبله. وإما اعتراض بين المفسر أعني {جَوَابَ قَوْمِهِ} وبين المفسر أعني قوله تعالى: {أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ الله} فإن النهي عن الشيء إنذار عن مضرته كأنه قيل: واذكر زمان إنذار هود قومه بما أنذر به الرسل قبله وبعده وهو أن لا تعبدوا إلا الله تنبيهًا على أنه إنذار ثابت قديمًا وحديثًا اتفقت عليه الرسل عليهم السلام عن آخِرهم فهو يؤكد قوله تعالى: {واذكر} ويؤكد قوله سبحانه: {أَنذَرَ قَوْمَهُ} و لذلك توسط. وهو أيضًا مقصود بالذكر بخلاف ما إذا جعل حالًا فإنه حينئذ قيد تابع. وهذا الوجه أولى مما قبله على ما قرره في (الكشف). وجوز بعضهم العطف على {أُنذِرَ} أي واعلمهم بذلك وهو كما ترى. وجعلت {إن} مفسرة لتقدم معنى القول دون حروفه وهو الإنذار والمفسر معمو له المقدر. وجوز كونها مصدرية وكونها مخففة من الثقيلة فقبلها حرف جر مقدر متعلق بأنذر أي أنذرهم بأن لا تعبدوا إلا الله.
{إِنّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} صفة {يَوْمٍ} وعظمه مجاز عن كونه مهو لا لأنه لازم له. وكون اليوم مهو لا باعتبار هول ما فيه من العذاب فالإسناد فيه مجازي. ولا حاجة إلى جعله صفة للعذاب والجر للجوار والجملة استئناف تعليل للنهي. ويفهم إني أخاف عليكم ذلك بسبب شرككم.
{قالوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ الِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (22)}.
صفة {يَوْمٍ} وعظمه مجاز عن كونه مهو لا لأنه لازم له. وكون اليوم مهو لا باعتبار هول ما فيه من العذاب فالإسناد فيه مجازي. ولا حاجة إلى جعله صفة للعذاب والجر للجوار والجملة استئناف تعليل للنهي. ويفهم إني أخاف عليكم ذلك بسبب شرككم {قالواْ أَجِئْتَنَا} استفهام توبيخي {لِتَأْفِكَنَا} أي لتصرفنا كما قال الضحاك من الإفك بمعنى الصرف. وقيل: أي لتويلنا بالإفك وهو الكذب {عَنْ ءالِهَتِنَا} أي عن عبادتها {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا} من معاجلة العذاب على الشرك في الدنيا {إِن كُنتَ مِنَ الصادقين} في وعدك بنزوله بنا.
{قال إِنَّمَا العلم} أي بوقت نزوله أو العلم بجميع الأشيئاء التي من جملتها ذلك {عَندَ الله} وحده لا علم لي بوقت نزوله. والكلام كناية عن أنه لا يقدر عليه ولا على تعجيله لأنه لوقدر عليه وأراده كان له علم به في الجملة فنفى علمه به المدلو ل عليه بالحصر نفي لمدخليته فيه حتى يطلب تعجيله من الله عز وجل ويدعو به.
وبهذا التقرير علم مطابقة جوابه عليه السلام لقولهم: {ائتنا} [الأحقاف: 22] فيأتيكم به في وقته المقدر له {وَأُبَلّغُكُمْ مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ} من مواجب الرسالة التي من جملتها بيان نزول العذاب إذ لم تنتهوا عن الشرك. وقرأ أبو عمرو {أُبَلّغُكُمْ} من الإبلاغ.
{ولكنى أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ} شأنكم الجهل ومن آثار ذلك أنكم تقترحون على ما ليس من وظائف الرسل من الإتيان بالعذاب. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ}.
سيقت قصة هود وقومه مساق الموعظة للمشركين الذين كذبوا بالقرآن كما أخبر الله عنهم من أول هذه السورة في قوله: {والذين كفروا عما أنذروا معرضون} [الأحقاف: 3] مع ما أعقبت به من الحجج المتقدمة من قوله: {قل أرأيتم ما تدعون من دون الله} [الأحقاف: 4] الذي يقابله قول هود {أن لا تعبدوا إلا الله} ثم قوله: {قل ما كنت بِدْعا من الرسل} [الأحقاف: 9] الذي يقابله قوله: {وقد خَلَت النذُر من بين يديه ومن خلفه}. ذلك كله بالموعظة بحال هود مع قومه.